هل أصبح الكمبيوتر المعشوق الجديد للإنسان المعاصر؟ وما هو هذا التأثير الهائل عليه الذي بدأ يستنزف معظم الوقت لمن يملكه؟
مع أن انتشار أجهزة الكمبيوتر داخل البيوت أخذ مداه المتوقع إلا أن التحذيرات العلمية من الخطر الكامن في الأقراص المدمجة المعروفة اختصاراً باسم (C.D) خاصة عندما تكون في متناول يد الأطفال. إذ جاء في تقرير أعدته (حملة البيت الآمن الإعانية) الذي تم بثه مؤخراً عبر الانترنيت أنه ولأول مرة تم رصد حالات تسمم ناجمة عن وضع الأطفال للأقراص المدمجة في أفواههم مما يتسبب في إلحاق أضرار صحية بالأطفال إذ أضيفت هذه الأقراص إلى قائمة المواد المنزلية الضارة كالأدوية واللامطلوبة للاستعمال ومواد المنظفات في حال إدخالها في فم أو جوف الإنسان وحدد التحذير بدرجة ملفتة من ضرورة إبعاد الأقراص من متناول الأطفال حتى سن الثالثة لأنهم أكثر فئة تميل إلى وضع كل ما تقع عليه أيديهم في أفواههم وبهذا الصدد أتضح من إحصائية أعدتها الـ(حملة) المذكورة حول حالات التسمم عند الأطفال: (إن حالات تسمم الأطفال الأكثر شيوعاً هي التسمم بالأدوية وتمثل (34%) ويليها التسمم بالنيكوتين المتخلف من السجائر ويمثل (20%) والمواد المنظفة (14%).
والكمبيوتر لا يضر الأطفال فحسب بل يتسبب بالموت إذا ما تمت المغالاة في استعماله فمنذ فترة وجيزة تناقلت الأخبار أن شاباً صينياً عمره (22 سنة) لقي حتفه بعد أن قضى ليلة كاملة في اللعب على البرنامج الشهير المسمى (كونترستريك) وبعد الفحص الطبي قال الأطباء أن (السكتة القلبية) هي السبب المباشر لوفاته ثم برر الأطباء أن فعل التعب والقلق اليوميين من شأنهما أن يوديا بحياة أي شخص لكن اعتقاداً من أن الكمبيوتر وتحت تأثير ما على عمل القلب عند ذاك الشاب بقي لغزاً فليس كل ما تسببه المخترعات الحديثة من أضرار للإنسان ممكن الحديث عنها وذلك لأسباب تجارية ربحية.
أن بعض الناس المداومين على استعمال الكمبيوتر قد جعلوا منه قبلة لهم وبعضهم قد رضي أن يكون بمثابة عبد لهذا الجهاز ويعلق البروفيسور البريطاني (ستيفن هوكينج) (بوسعنا.. إذا أردنا أن تسود هيمنة الأنظمة البيولوجية على الأنظمة الإلكترونية... ألا يتحول الكمبيوتر إلى سيد والإنسان إلى عبد له.. ذلك أن الكمبيوتر عكس إمكانياتنا يطور كفاءاته كل (18) شهراً، وهذا يعني أن (سيادة) الكمبيوتر على الكون (خطر حقيقي) وبهذا أيضاً علينا أن نطور تقنيات حديثة تؤهلنا لربط العقل البشري بالكمبيوتر وبشكل يضع العقول الصناعية في خدمة الذكاء البشري ولا يضعها ضده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق