أعرب (دولف هيغل) رئيس إدارة شرطة الجرائم الخطيرة في أوروبا (يوروبول) عن خلاصة رأيه أمام مؤتمر (كوميسيك) لأمن الكمبيوتر لهذه السنة (2002م) المنعقد في العاصمة البريطانية (لندن) فذكر الجرائم التي يكون الانترنيت عاملاً مساعداً على اقترافها: (بالنسبة لجرائم الانترنيت يبدو أننا خسرنا المعركة قبل أن نبدأ القتال.. إذ لا نستطيع مجاراتها).
ومعلوم أن جرائم الانترنيت الواسعة النطاق حالياً قد وضعت أجهزة الشرطة في جميع أنحاء العالم أمام حيرة كيفية مواجهتها، وما يزيد من صعوبة الوصول إلى المجرمين أنهم يستخدمون تقنيات حديثة عند ارتكاب الجرائم.
ومن جانبهم يعترف الخبراء بأن الانترنيت والهواتف النقّالة، أضحت وسائل رهيبة تعوّل عليها عصابات جرائم الأطفال الإباحية وجماعات الجريمة المنظمة التي تستهدف ابتزاز الشركات الكبرى وإلا قاموا بتعطيل خدماتها المبذولة ووقف عمل أجهزة الكمبيوتر لديها، وبالتالي يلحقوا بها الأضرار الفادحة واللامحسوبة!
ومن خلال هذا الفهم لواجبات اليوروبول أفاد (هيغل) بأنه قد تم تأسيس (مركز جرائم التكنولوجيا المتقدمة) كأحد الفروع التابعة لليوروبول التي يؤمل منها أن تنجز تنسيقاً فاعلاً وحاسماً في الحد من الجرائم المقترفة، بواسطة الانترنيت عبر الحدود المفروضة بين بلدان أوروبا. لكن (هيغل) أوضح أيضاً بأن القوة التي يعتمد عليها المركز المذكور، تعاني نقصاً في الأفراد والموارد حالياً). ثم أعرب عن الأمل بأن هذه الإجراءات ستحدث فارقاً في التحقيقات الجارية مستقبلاً.
وكان هجوماً منسقاً على موقع شبكة الانترنيت المركزية الدولية قد تم في شهر تشرين الأول 2002م الماضي، وأثار المخاوف من أن يكون عملاً متعمداً من جانب جماعة إجرامية منظمة استهدفت تعطيل الاتصالات الحيوية عبر العالم، وهذا ما دفع (هيغل) للاعتراف بأن تكرار مثل هذا الهجوم إذا ما استهدف يوماً شبكة الاتصالات الأوروبية الدولية، فإن الشرطة ستواجه صعوبات جمة في اقتفاء أثر الجناة وأكد: (أن مركز جرائم التكنولوجيا المتقدمة أقيم لتعزيز التحقيقات في مثل هذه الجرائم وسيركز الجهود على جماعات الجريمة المنظمة) وشدد هيغل على: (إن هناك حاجة لمساعدة الضحايا الذين غالباً ما يحجمون عن رفع الشكاوى إلى دوائر الشرطة المختصة خشية أن ينعكس ذلك سلباً على أعمالهم).
الآباء أكثر استخداما للانترنت
من جهة اخرى توصلت دراسة جديدة الى ان الآباء والامهات قد يكونون اكثر استخداما للانترنت ممن لم يرزقوا بأطفال وغير المتزوجين. وتوصلت الدراسة التى أجرتها مؤسستا «بيو انترنت» التى لا تهدف الى الربح و«اميركان لايف» بروجكت «مشروع الحياة الاميركية» الى ان 70 بالمئة من الاباء والامهات يستخدمون الانترنت مقارنة بنسبة 53 بالمئة بين من لم يرزقوا بأبناء.
وتوصلت الدراسة ايضا الى ان الاباء والامهات اكثر استخداما للاجهزة ذات التقنية المتطورة مثل الهواتف المحمولة وأجهزة تشغيل اسطوانات الفيديو المدمجة. وقال لي ريني مدير بيو ان الاباء والامهات يعتقدون ان تعامل أبنائهم مع اجهزة الكمبيوتر والانترنت سيساعدهم في تحقيق النجاح في الحياة كما يرون أن تعاملهم هم أنفسهم مع الانترنت سيساعدهم على تنظيم حياتهم. وخلصت الدراسة الى ان معظم الاباء والامهات يستخدمون الانترنت لاغراص عملية مثل العمل والاعمال المصرفية والحصول على المعلومات الطبية وان من يدخلون على الانترنت منهم أقل شغفا بالشبكة ممن لم يرزقوا بأبناء..
الادمان على الانترنت خطر كبير في عالم الوهم الافتراضي
قالت دراسة لـ"كيمبرلي يونج" لأستاذة علم النفس بجامعة بيتسبرغ في برادفورد بالولايات المتحدة الأمريكية، إن 6% من مستخدمي الإنترنت في العالم في عداد المدمنين. وقد اقتنع بعض العلماء أن هناك من يسمون بمدمني الإنترنت في حين اعترض آخرون وتعرضوا لاستخدام بعض الناس الإنترنت استخدامًا زائدًا عن الحد على أنه نوع من أنواع الرغبات التي لا تقاوم وبصرف النظر عن التعريف واختلاف العلماء في التسمية؛ فإنه لا خلاف على أن هناك عدداً كبيراً من مستخدمي الإنترنت يسرفون في استخدام الإنترنت حتى يؤثر ذلك على حياتهم الشخصية.
ولدى مدمني الإنترنت بصفة عامة قابلية لتكوين ارتباط عاطفي مع أصدقاء الإنترنت والأنشطة التي يقومون بها داخل شاشات الكمبيوتر، يتمتع هؤلاء بخدمات الإنترنت التي تتيح لهم مقابلة الناس وتكوين علاقات اجتماعية وتبادل الآراء مع أناس جدد، توفر تلك المجتمعات المعتبرة (Virtual communities) وسيلة للهروب من الواقع، وللبحث عن طريقة لتحقيق احتياجات نفسية وعاطفية غير محققة في الواقع.
لاحظ د.جون جروهول أستاذ علم النفس الأمريكي أن إدمان الإنترنت عملية مرحلية، حيث أن المستخدمين الجدد عادة هم الأكثر استخدامًا وإسرافًا لاستخدام الإنترنت؛ بسبب انبهارهم بتلك الوسيلة.. ثم بعد فترة يحدث للمستخدم عملية خيبة أمل من الإنترنت.
وحسب بعض الدراسات التي تمت في هذا المجال فإن أكثر الناس قابلية للإدمان هم أصحاب حالات الاكتئاب والشخصيات القلقة... وهؤلاء الذين يتماثلون للشفاء من حالات إدمان سابقة. إذ يعترف الكثير من مدمني الإنترنت أنهم كانوا مدمنين سابقين للسجائر أو الخمور أو الأكل، كما أن الناس الذين يعانون من الملل (كربات البيوت مثلاً) أو الوحدة أو التخوف من تكوين علاقات اجتماعية أو الإحساس الزائد بالنفس لديهم قابلية أكبر لإدمان الإنترنت حيث يوفر الإنترنت فرصة لمثل هؤلاء لتكوين علاقات اجتماعية بالرغم من وحدتهم في الواقع.
يحس مدمن الإنترنت بأنه في حالة قلق وتوتر حين يفصل الكمبيوتر عن الإنترنت في حين يحس بسعادة بالغة وراحة نفسية حين يرجع إلى استخدامه.
ويحتاج مدمن الإنترنت إلى فترات أطول وأطول من الاستخدام؛ ليشبع رغبته كما أن جميع محاولاته للإقلاع عن الإدمان تبوء بالفشل، وكثيرًا ما يستخدم مدمن الإنترنت هذه الوسيلة؛ ليتهرب من مشاكله الخاصة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق