تشهد الصحافة الاميركية والاخبار التلفزيونية خلال السنوات الاخيرة ازمة مع تراجع الثقة بها لدى الرأي العام وانحسار جمهورها، وهو ما يدفع الاميركيين الى اللجوء الى الانترنت لاستقاء الاخبار، رغم ان معظم هذه المواقع تابع للصحف، ومعظم القراء (72%) ما زال يعطي الوقت نفسه لقراءة الصحف. وهذا الاستنتاج اثبتته دراسة بعنوان «حالة وسائل الاعلام الاخبارية سنة 2004» اجراها «مشروع التفوق الصحفي» بالاشتراك مع كلية الصحافة في كولومبيا، وهو يثير مخاوف العاملين في مجال الصحافة اليومية وشبكات التلفزيون والاذاعات. وكتب واضعو التقرير الذي نشر نصه هذا الاسبوع، ان «الانترنت هي وسيلة الاعلام الوحيدة باستثناء الصحافة الاتنية والبديلة، التي يشهد جمهورها اتساعا متزايدا ولا سيما بين الشبان». وتبدو هذه الظاهرة ملفتة، خصوصا اذا ما قوبلت بتراجع مبيعات الصحف الاميركية الصادرة بالانكليزية بمعدل 11% على مدى العقد الاخير ليصل مجموع النسخ الموزعة يوميا الى 55 مليون نسخة. وتراجع خلال الفترة ذاتها جمهور النشرات الاخبارية المسائية على المحطات التلفزيونية المحلية المرتبطة بالشبكات الكبرى بمعدل 34%. كما ان الاميركيين لم يعودوا يشاهدون الاخبار على الشبكات التلفزيونية الكبرى على الرغم من الاحداث المهمة التي استقطبت انتباه الرأي العام مثل اعتداءات 11 سبتمبر 2001 والحرب على العراق. وتشير الدراسة الى تراجع الثقة بمصداقية الصحف الاميركية من 80% عام 1985 الى 59% عام 2002. وفي المقابل، سجل الاقبال على 26 موقعا على الانترنت صنفت على انها الاكثر شعبية، تزايدا بمعدل 70% ما بين مايو 2002 واكتوبر 2003. واوضح مدير «مشروع التفوق الصحفي» توم روزنستيل «اننا نعيش مرحلة تبدل واعادة هيكلة، وهذا ما ينعكس بالدرجة الاولى على وسائل الاعلام التقليدية». غير ان واضعي التقرير يرون انه غير واضح في الوقت الحاضر ما اذا كانت الانترنت تقضي على الصحافة التقليدية، فقد اكد 72% من مستخدمي الانترنت خلال العام 2002 انهم ما زالوا يخصصون الوقت نفسه كما في الماضي لقراءة الصحف. وفي المقابل، يبدو ان انتشار الانترنت ينعكس سلبا على التلفزيون بحسب ما اشارت إليه الدراسة. ولاحظ واضعو التقرير ان الاميركيين كانوا يستشيرون بصورة خاصة خلال الحرب على العراق مواقع الشبكات الاخبارية، ومن ثم مواقع الصحف، وبعدها مواقع الحكومة الاميركية واخيرا المواقع الاخبارية الاجنبية. وباتت المجموعات الصحفية الكبرى تزيد استثماراتها على الانترنت، وقد ادركت ابعاد هذا التحول. وتنتمي حوالي 69% من المواقع الاخبارية العشرين، التي تلقى اكبر قدرمن الاقبال، الى المجموعات الاعلامية العشرين الاولى. كما تزداد المواقع الصغرى والمستقلة الى حد باتت تشكل «حركة قوية» اشبه بمجموعة كبيرة من صحف الرأي الصغيرة المحدودة الانتشار. ويكرر المعلومات معظم مواقع الانترنت التي تنشرها الصحافة التقليدية. ولاحظ واضعو الدراسة من خلال مراقبة ثمانية مواقع اخبارية ان 32% من المقالات الواردة فيها مكتوبة خصيصا لنشرها على الانترنت وليست مستمدة من الصحف. ورأى البروفيسور ليرد اندرسون اختصاصي وسائل الاعلام الاميركية ان هذا التحول الذي بدأ قبل عشر سنوات «محير جدا». وقال اندرسون الذي اصدر كتبا عديدة حول الصحافة الاميركية في تعليق لوكالة فرانس برس «تبين ان وسائل الاعلام لا تؤدي دورها القاضي باعلام الجمهور بالطريقة الصحيحة، كما من قبل، فهذا خبر سيىء للاعلام المكتوب والتلفزيوني». ورأى انه من المنطقي عندها ان «يبحث الاميركيون عن المعلومات في مكان آخر وعلى الاخص على الانترنت». |
الإنترنت مصدر إخباري: تنافس الصحف والتلفزيونات..
التسميات:
General topics
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق